آخر الأحداث والمستجدات 

مكناس في حاجة إلى ملعب كبير وجديد

مكناس في حاجة إلى ملعب كبير وجديد

حين نقول بأن مدينة مكناس تعيش (الحكرة) وباتت تماثل بطن الدولة الرخو من عدة جوانب متعددة، تَنْبرِي إجابات وتعليقات رديئة، وتتأبط النصح وذَرُّ الرماد على أعين النقد الإيجابي السلمية. يكفي المدينة نهاية من (تغطية عين الشمس بالغربال المثقوب)،يكفي مكناس مزيدا من ممارسة سياسة (القهرة)، و تثبيت تهميش المدينة داخل نسيج مدن المملكة الكبرى.

نعم، من حق المدينة بأن تُطَالِب الدولة (تْشُوفْ) في مكناس (شوية) بِعَيْن من رحمة التنمية. من حق المدينة أن تطالب بمعادلة الإنصاف في الإعلام العمومي الذي يتحاشى ذكر مكناس، ولا يتناول حاجياتها وهي بحق في قلب الخريطة الوطنية، وتعتبر من المدن التاريخية بامتياز. من حق مكناس دعوة الإعلام العمومي بمزيد من الاهتمام بقضايا مكناس (الأساسية) ولو بتنشئة مملة في خريطة النشرة الجوية !!

 

هي مجموعة من الآهات استقيناها مِمَنْ حضر داخل الملعب الشرفي بمكناس لمتابعة الجولة (22) من بطولة الهواة لعب فيها الكوديم ضد اتحاد أمل تيزنيت، ملعب يمكن أن تفكر المدينة في إدخاله ضمن ميزانية برنامج تثمين المدينة العتيقة للإصلاح!!. بحق مَشْهد مُرْعب ومُخِيف من داخل هذا الملعب حين ضاقت مدرجاته بالجماهير ليلة فوز الكوديم على أمل تيزنيت بحصة (1-0)، واحتلال رتبة الوصافة لأول مرة. ملعب شرفي بات لا يستجيب حتما لإجراء مقابلة في الهواة بهذا الحجم والقياس، لا من الناحية الأمنية، ولا من ناحية أريحية وأمن المتفرج، فكيف ننتظر منه استقبال فرق من صفوة الاحتراف؟ ملعب لا كراسي بلاستيكية به، لا منافذ استنفارية لتدبير المخاطر المحتملة، لا مرافق صحية كافية ونظيفة وملائمة ... كثيرة هي الملاحظات، ولا من مجيب، وتفعيل تنمية تفاعلية بهذه المدينة اليائسة من التدبير المتناطح لشأنها الجماعي، وبات لازما في إنشاء ملعب كبير.

 

كل مسؤول حكومي يأتي إلى مكناس، ويدغدغ المسامع بالأخبار (المستشفى من الجيل الرابع/ الملعب الكبير/ المسرح الكبير... التنمية...)، ومكناس تصفق عليا مثل المستهلك الغبي الساذج من مكر الخطب المكتوب !! بعدها تكون سيارته الفارهة باتجاه الطريق السيار، بعد تناول وليمة عشاء مليحة بالبذخ والترف، وتبقى مدينة مكناس مثل (حليمة لي دَازَتْ عليها الدَكَاكَةُ)، وبقت تنتظر قدوم قطار (غودو للتنمية) الذي يأتي أو لا يأتي.

ما أصاب المدينة من لعنة كبار السحرة السياسيين الذين زكوا التهميش والفساد والنهب وبناء دوائر الريع (حلال) المغلقة بمكناس، وركزوا في أدمغة الساكنة (أن الدولة هِيَ لِي ما بَاغْيَاشْ تَعْطِي لمكناس حقها من المَالِ العام التنموي !!). بحق القول، تعيش المدينة ليس في زمن (الحكرة‎‎)، بل حتما في زمن التيئيس واليأس من الوعود الفضفاضة والتسويف، فلا برنامج عمل الجماعة (متوفر) بالبراغماتية والواقعية والبساطة، ولا حلم نموذج تنموي جديد يصنع الرفاه للجميع بالمدينة!!

 

هي استنتاجات آتية من داخل الملعب الشرفي لمكناس، والذي بات يوازي ملاعب القرب ببعض مدن الحظوة. ملعب بحتم مكاتب الدراسة لا يصلح للتوسعة والتهيئة، وحتى موقعه بات يشكل أزمة أمنية واقتصادية في مثل هذه المباريات الحارقة. اليوم ملتمسات الساكنة يُمكن أن تُرفع للسدة العالية بالله بالنصر والتمكين. فالسياسي الحكومي (مهما كان لونه السياسي) أنهك المدينة بالسفسطة، واللعب على الأوتار التي تثير المشاعر، وتحدث التصفيقات في تلك القبة الخضراء اليتيمة المتشققة (قاعة الفقيه المنوني)، وكفى الحكومة شَرَّ الاستثمار بالمدينة!! اليوم مطالب ساكنة كما وردت صافية على ألسن من استمعنا إليهم (خَصْ مكناس زيارة ملكية شَريفة تأتي بالخير لمدينة السلطان المولى إسماعيل) مطلب عادل للكرامة وبناء التنمية برؤية ملكية سديدة. اليوم، كانت المطالب متعددة وتُماثل كرة الثلج الهاوية من قمة الجبل، وهي بحق من الحقوق الدستورية والتنموية الواجبة في عنق الدولة. اليوم لم تَبِتُ مكناس تَقْبل بسياسة الترقيع والتوسيع والترميم، بل تطالب بالتجديد و التأسيس للمدينة الذكية، ومماثلة مكناس بمدن السبق والحظوة في حقوق التنمية العادلة.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2023-03-27 23:13:05

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك